تنفيس نفس
أحلام اليقظة هي نوع من الاسترسال الفكريّ، وهي كثيرة في سن البلوغ، وفي بعض الأحيان تزيد وتسيطر على الإنسان؛ خاصة إذا كان لديه سمات القلق.. أو محاولة للتكيف مع واقع مؤلم، أو هروب من الواقع نفسه؛ لأنها تصرف انتباهه عن صعوبات الحياة والقلق والتوتر، وفي بعض الأحيان يستفيد منها أصحاب الطموح الشديد، حيث يملأون الفراغات المعرفية الذهنية والفكرية.
- إذًا أحلام اليقظة ليست مرضا ولا نوعًا من الجنون؟.
- ليست جنونًا، بل هي تنفيس للنفس، النفس تتعب كأي عضو في أي جهاز آخر بالجسم، كآلام البطن، والصداع في الرأس، ولا بد أن ندرك هذا جيدًا، ...إنها آلام يصعب الاهتمام بها.
كل أسرار قلوبنا غير قابلة للاندثار بل هي قابعة بهدوء تحت سطح وعينا وتتراكم في العقل الباطن وتظهر أحيانًا فجأة في لحظة غضب أو زلّة لسان أو أحلام يقظة أو حلم مزعج ذات ليلة... أحيانًا هناك حالات معينة، تشخّص كمرض نفسي وتحتاج لعلاج، وبعض المهدئات، هناك ظاهرة معروفة في الطب النفسي غير منتشرة ولكننا نأخذها في الاعتبار وهي ما يعرف باستبدال الأعراض، بمعنى أنه ممكن أن يظهر قلق ويختفي وتظهر وساوس، ثم تختفي الوساوس وتظهر أحلام اليقظة وهكذا، الظاهرة معروفة، وليست خطيرة، لكن هي دليل على وجود نوع من القلق، وهذا القلق من الممكن أن يتحول إلى قلق إيجابي